ضياء :)

المدونة الشخصية لـ: "ضياء الدين القباني"


أضف تعليق

يضيعُ كثيرٌ من الشِّعر..

قصيدةٌ شديدة العُمق.. رفيعة الإحساس والتأمل..
بقلم الكاتبة الشاعرة سارة الجيلي..

يضيعُ كثيرٌ من الشّعرِ
بينَ انحناءةِ عطفٍ
وصدقِ ابتسامَة!

يضيعُ كثيرٌ من الشعرِ
بينَ عناقِ اشتياقٍ
يضمُّ الفراقَ،
ودمْعِ ملامة!

يضيعُ كثيرٌ من الشعرِ
حينَ تهدُّجِ صوتِ المحبِّ
إذا ما توقّفَ كيما يبوحَ
فينسى تعابيرَهُ وكلامهْ!

يضيعُ كثيرٌ من الشّعرِ
بينَ انتظارِ الورودِ
لماءِ السماءِ،
وصرخةِ رعدٍ
ونزفِ غَمامة!

يضيعُ الكثيرُ من الشعرِ
إذْ ما رأى الحرفُ
بهجةَ هذا الجمالِ أمامه!

تضيعُ الحروفُ
وتبقى المعاني ..
ويأسى لها الحبرُ
حينَ تحاولُ لمّ القصائدِ
قبل اختفاء الدقائقِ
تسترقُ الخطَراتِ البليغةَ
حتى تقول:
بأنّ الجمال على هذه الأرضِ
ليسَ زخارِفَ خطٍّ
وليسَ قصيداً
وليسَ كلاماً،
ولا طَوْقَ أنْ تحتويهِ علامة!

يضيعُ كثيرٌ من الشعرِ
حينَ تظلُّ وحيداً
عن الخوفِ والانتِظارِ مُحيداً،
وتخشى التأمّلَ في المستحيلِ
ابتغاءَ السلامة! 

يضيعُ كثيرٌ من الشّعرِ
فاخرُج،
وتِهْ كي تصِلْ!
يضيعُ كثيرٌ من الشعرِ
فاكتُبْ!
وحاذر من الوقتِ
يخطفُ منكَ الدقائقَ
والخطراتِ البليغةَ
فاكتُبْ!
وأيقِظْ فؤادكَ، أزعِج منامهْ!

يضيعُ كثيرٌ من الشعرِ
حينَ ينامُ الفؤادُ،
فأيقِظ فؤادَكَ
أزعِج منامَهْ!

رابط القصيدة: هنا 
رابط حساب الكاتبة: هنا

11058706_841993779189323_6062871325901643444_n


تعليق واحد

بطّيخة؟!

بقلم الإعلامية:  صفاء بيدق
هذه التدوينة نُشرَت بعد أخذ الإذن من كاتبتها.. وحقوق النشر محفوظة لها.. شكراً لها ولكم.

zawaj-iphone-colors

كنت أحدّثها عن اقتراب عرس أعز صديقاتي.. فبدأت تسألني:
كم هو مهرها؟
بكم اشترت (شبكتها)؟
كم راتب خطيبها؟
هل اشترت (جَهازها) من مهرها أم كان له مبلغ مخصص له؟
وهلم جرّاً من الأسئلة التي تدور حول نفس المحور..

وكانت إجابتي لكل هذه الأسئلة:
لا أدري.. لَم أسأل!

ثم سألتها:
لماذا عليّ أن أسأل أصلاً؟!!

فقالت لي:
حتى تعرفي ماذا تطلبين عندما يحين دورك!

فقلت لها:
ولهذا السبب بالتحديد لا أسأل!
.
.
.

نحن من نضع أنفسنا في قوالب، ثم نتذمر منها..
لماذا نكلف شبابنا فوق طاقتهم فقط لأن الناس حولنا يطلبون كذا وكذا..
حتى وإن كان الشاب يطيق ما نطلب.. لِمَ نطلب الكثير؟!!
أليس ذلك تبذيراً وبذخاً بيوتُنا وحياتُنا ومستقبلُنا أولى به؟
لِمَ نلزم الشاب بصرف (تحويشة عمره) ليتزوج! فقط كي لا نكون أقل من فلانة وفلانة؟!!

نعم أتفق معكم.. التكافؤ الإجتماعي (مادياً) والعرس الفارِهُ المُبهِر والأمان والحيطة عن طريق طلب المهر الفلاني والشّبْكة الفلانية والبيت أو الأرض وووو.. مهم وضروري

هو مهم وضروري لمن تتزوج عبثاً
لمن تتزوج من شخص لا تعرفه ولا تثق به
لمن تتزوج رجلاً (وسيم ومن عيلة أكابر وراتبه ممتاز وسمعته منيحة)
لمن تؤمن بأن الزوج (كالبطيخة! إنت وحظّك)!!
لمن تريد أن تتزوج (وكفى)!!!

ليس لمن تريد أن تبدأ رحلة عمرها ووجدَتْ الرفيق المُعِين الذي لطالما انتظرته
ليس لمن وجدت الدين والخُلُق والعقل والفكر، ففاض قلبها بالحُب
ليس لمن تريد السعادة والحياة الهانئة منذ بداية المشوار
ليس لمن يشتري رجُلا لابنته
ليس لمن تريد السعادة الحقيقية لابنتها

لي صديق يئس من الزواج وأعلن اعتزال طلبه لنفس السبب، ويقول: لن أتزوج حتى يعود مجتمعنا إلى صوابه!
كيف نلوم أمثاله؟!!

طبعاً لا يخلو الأمر من وجود الرائعين في مجتمعنا، كصديقتي التي تخبرني صدفة الليلة عن ليلة زفافها، فتقول أنها رغم أن زوجها كان مقتدراً إلا أنهما آثرا الزواج بوليمة عشاء للأهل والأحباب، وما عابها ذلك ولا انتقص من سعادتها..

همسة صغيرة لكُنَّ صديقاتي..
خففوا على الشباب، وإنْ طلب أهلكم الكثير؛ فلا تقبلوا.. فالخيار بيدكم.. وإن ظننتم أنه ليس كذلك

خففوا عليهم.. وليذهب المجتمع وتقاليده البالية إلى الجحيم!

أخي الآن عمره 16 عاماً.. أقل من عشر سنوات ويبدأ مشواره مع الخطبة والزواج
أخالني أعود لهذا الموضوع يومَها وأرجو ألا أعود.
انتهى

بقلم الإعلامية: صفاء بيدق وإليكم رابط المقالة الأصلي:

https://www.facebook.com/safaa.baidaq/posts/640390062641403


3 تعليقات

يا صديق..

   بقلم الكاتبة: “هدى أبوالشامات”Real-Friends
   لوحة فنيةٌ ملحميَّة متكاملة تفوق الوصف..
   لأول مرةٍ أنشر تدوينةً لست صاحبَها..
   لكنَّ موضوعها وأسلوبها يستدعي حصول الشَّرف لي بنشرها في مدوَّنتي 🙂
 
 

يا صديق.. دعني ألملمُ ذكرياتي من شاطئِ هذا العيلمِ الذي خضنا غمارَه سويّاً لأنقّيها من رماله وأنثرها على روحك لتَذْكرني..

يا صديق.. ما خُيُّرت لأختار، وما سُئلت لأجاوب، ولكنّ الأقدار تحطّ على أكتافنا لأننا عشُّها الضائعُ على أعتابِ البلدان بعد زمهريرِ الشتاء، وتستوطنُ فينا وتكبر، وعلينا أن نكبر معها، فما اخترت طائري، ولا أملك قوّة نتف ريشه!..

يا صديق.. هل لقاؤك كانَ محض مصادفةٍ من مصادفات الأفلام المدبّرة أم هي حظّ عاثر جديد لأشَمَّ دخان الفراق من جديد؟
ليجرّب جَناني الصغير آلام الاحتراق الداخليِّ مرّة أخرى؟

يا صديق.. هل لعبراتي أن تحملك معي على مواخر الحياة مرة أخرى؟ هل لعبراتي أن تخبرك كم أحببتك؟ هل لها أن تبقى ذكرى؟ مني إليك.. دون أن تضيع.. أو دون أن تتبخر؟؟

وهل لصداقةٍ كهذه أن تعرف الاندثارَ بين قطراتِ المياه وبين المقل الصّامتة والوجنات القاحلة؟

يا لشفافيتها.. إنّها تلمع وكأنّها نيزك يحترق في فضاء السماء، لتعلم أن نيزكاً كهذا لن يطلَّ إلا بعد ثمانين عاماً! وإن كلمة “أحبّك” بين ذراتها المتحدِّرة على قلبك بما تحمله من الصدق مني لم تمرّ على شفاه آدمي قط، فهي دمعة إخلاص، دمعة وفاء، فيها من النَّدرة ما يفوق نَدرة النيازك في المجرة، واللآلئ في أفواه أصداف البحار..

يا صديق .. لو كان الأمر بيدي لربما لم أختر اللّقيا!.. فالحب هو بداية أعراض هذا المرض.. مرض الشوق والحنين، ومع ذلك تبقى الصداقة والحب ملاذنا على الرَّغم من أننا نتيقن أن النّوَى سينسفه إلى شظايا في الجسد، تستوطن في كل عضو بعد أن تحطّم النسج حوله، لتأخذ وتتكاثر حوافها الزّجاجية في الأجساد، ويزداد الحطام داخلنا، ولا نلبث أن نبادر بالابتسامِ لنمسحَ على أرواح بعضنا البعض ولنرضى بأقدارنا المحمّلة بغُبار الكدر والوجد..

يا صديق.. حياتي لم تكن سوى مقصورة قطار، دائماً ما أنزل لأركب قطاراً آخر، تكمن مشكلتي في ذاكرتي الضعيفة للمواعيد، فلا أتذكر متى دخلت ولا متى سأترَجّلُ منها، ويعبث بي هذا القطار، يتلاعب بي، يرميني هنا وهناك، إلى قطارٍ آخر، إلى مقصورة أخرى، وأبقى أنزلق للهوة نفسها، وهي حب من يشاركني تلك المقصورة!

يا صديق .. لربما الكلمات أجحفت في وصفك صديقاً فحسب!.. فقد كنْتَ خلاً للروح، شقيقاً للنفس، وأخاً في السراء والضراء، ويا لتلك الحياة التي تجعلك تشطب شهادة ميلادك عند كل ميلاد!..

يا صديق .. حلّق بروحي، واعصِف بعقلي، واركض على أحلامي، لتصلَ إلى جنّة خلودك للسّعادة، انسَ أنّك تمرّ على صراطِ الذكريات لئلّا تتدهور إلى جحيمِ الماضي من الأسى..

يا صديق.. لا تتغيّر.. ابقَ بصلابتك المرنة.. فما أقسى من تلك الصخرة سوى اليمّ الذي يثور عليها زائراً كلّ ليلة، فكم تخدعنا صلابتها وعذوبته ! فابقَ كما أنت، قوياً كما عهدتك، فأنا التي أعلم أنّ في روحك الأبيّة أنهاراً من الطيبة، أوليس من الصخور لمَا يتفجّرُ منه الأنهار؟

يا صديق.. ما بثثت همي لسواك، وما كلّمت غيرك عن أيّامي، فكأنّك أمي التي علّمتني النطقَ في شهوري الأولى، فما نَضِجْتُ على غير محادثاتك، وما ابتسمتُ لغير بسماتك، اجعل من تلك الضحكات نوراً تسير بها إلى طريقك، لتكن مناديلاً تجفف بها دموعك فالطريق وعر، والضحك بلسم الفؤاد يا عزيزي، ذاك السّمْتُ رسمناه سوياً، ولا بأس إن مضى فيه كلٍّ منا لمفرده قليلاً..

يا صديق.. اصبر، فبالصبر تنجلي المحن، وتتلاشى المصاعب، ويتمزق ليلُ السِّرار، وتشقّ عباب البحر دون أن تملك عصا موسى..

يا صديق.. لا لن أكون بجانبك أبدَ الدّهر، فمن اخترع الأبديّة مخبول، فالبشر اعتادوا الرّحيل، لأن المُكثَ إدمان، والإدمانُ دَنَف، والفطرة هي البحث عن الصّحة دوماً، فلا تصدّق من يقول لك إلى الأبد ! فلا أبديّة سوى لوجهه الكريم، ولكن كن معي في لحظتك هذه كأنها الأخيرة، فلا تدري إن كان لي بك لقاء بعدها!

يا صديق.. لربما لم تعرفني كما يجب، ولم تعاصر روحي بتقلباتها المناخيّة، ولكن صدقني؛ هناك أشخاص لا يروقنا سوى فصولٍ منهم، والطامّة هي الاطّلاع على فصلٍ آخر، فالْحَظْ هذا البحر، كما يغرينا بجماله صيفاً، يلتهمنا بشراسته شتاء، أرأيت أنه حتى في البُعد رحمة؟

 أيا صديق.. ما خُلقت يدينا إلا لتشدَّ على بعضها في نوبةِ جنون، وعندما عقلنا كبرت أصابعنا، وما عادت تتلاءم لبعضها، وستحتاج لغيري في طريقك، ولكن سيأتي يوم نكفُّ فيه عن النمو، وتأتي لأشدَّ عليك بقلبي، وتحضنني بروحك..

 فيا صديقي.. كنْ حيث أنتَ بسلام، و يا ليتَ مناجاتك ستغدو بسهولةِ مناجاةِ بدر السماء، ولكن لا عليك، ألقِ عليه تحيّتي، واختمها بتوقيع دعائي، واترك لربّ هذا البدر تحقيق الدعاء ومبادلة رسائلنا الخفيّة، فما التقينا لنفترق … ولكن افترقنا لنلتقي.. 

بقلم هدى أبو الشامات

29/ كانون الثاني/ 2013